فصل: من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



602- الحَدِيث الْخَامِس عشر:
عَن أبي ذَر قلت لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرجل يعْمل الْعَمَل لله وَيُحِبهُ وَيَحْمَدهُ النَّاس عَلَيْهِ فَقَالَ: «تِلْكَ عَاجل بشرى الْمُؤمن».
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْبر والصلة من حَدِيث عبد الله ابْن الصَّامِت الْغِفَارِيّ عَن أبي ذَر قَالَ قلت يَا رَسُول الله الرجل يعْمل الْعَمَل لله فنحبه وَتَحْمَدهُ النَّاس عَلَيْهِ قَالَ: «تِلْكَ عَاجل بشرى الْمُؤمن» انتهى.
603- الحَدِيث السَّادِس عشر:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا غمَّة فِي فَرَائض الله».
قلت وَأَعَادَهُ فِي سُورَة أَرَأَيْت قَالَ السّلف الْغُمَّة الستْرَة أَي لَا تستر فِي فَرَائض الله بل يُجَاهر بهَا ذكره القَاضِي عِيَاض فِي الْبَاب الأول من كتاب الشِّفَاء فِي فصل فَصَاحَته قَالَ وَمن كِتَابه عَلَيْهِ السَّلَام لِوَائِل بن حجر إِلَى الْأَقْيَال العباهلة والأرواع المشابيب وَفِيه فِي التيعة شَاة لَا مُقَوَّرَة الألياط وَلَا ضناك وانطوا الثبجة وَفِي السُّيُوب الْخمس وَمن زنَى مِم بكر فاصعقوه مائَة واستوفضوه عَاما وَمن زنَى مِم ثيب فَضَرِّجُوهُ بِالْأَضَامِيمِ وَلَا توصيم فِي الدَّين وَلَا غمَّة فِي فَرَائض الله وكل مُسكر حرَام. انتهى.
604- الحَدِيث السَّابِع عشر:
قَالَ المُصَنّف وَالَّذِي يَحْكِي أَنه حِين قَالَ آمَنت يَعْنِي فِرْعَوْن أَخذ جِبْرِيل من حَال الْبَحْر فَدَسَّهُ فِي فِيهِ فللغضب لله عَلَى الْكَافِر فِي وَقت قد علم أَن إيمَانه لَا يَنْفَعهُ وَأما مَا يضم إِلَيْهِ من قَوْله خشيَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة.
فَمن زيادات الباهتين لله وَمَلَائِكَته وَفِيه جَهَالَتَانِ إِحْدَاهمَا أَن الْإِيمَان يصبح بِالْقَلْبِ كَإِيمَانِ الْأَخْرَس فحال الْبَحْر لَا يمنعهُ.
وَالْأُخْرَى أَن من ذكر هَذَا الِاعْتِرَاض الأول لَا يمشي إِلَّا عَلَى مَذْهَب أبي حنيفَة.
لِأَنَّهُ لَا يشْتَرط لَهُ اللَّفْظ بِاللِّسَانِ وَقد يُجَاب عَنهُ بِأَن جِبْرِيل إِنَّمَا أَرَادَ أَن يشْتَغل قلبه لَا لِسَانه بِدَلِيل مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَنه قَالَ وَهُوَ فِي الْغَرق آمَنت أَنه لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنت بِهِ بَنو إِسْرَائِيل ثمَّ وضع جِبْرِيل فِي فِيهِ الطين فَعلم أَنه أَرَادَ أَن يشغل قلبه ويلهيه عَن الْإِيمَان بِقَلْبِه وَذَلِكَ أَن من كره إِيمَان الْكَافِر وَأحب بَقَاءَهُ عَلَى الْكفْر فَهُوَ كَافِر لِأَن الرِّضَا بالْكفْر كفر.
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة.
فَحَدِيث ابْن عَبَّاس رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير من حَدِيث شُعْبَة عَن عدي بن ثَابت وَعَطَاء بن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس رَفعه أَحدهمَا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يدس فِي فَم فِرْعَوْن الطين مَخَافَة أَن يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله زَاد التِّرْمِذِيّ فيرَحِمَهُ اللَّهُ.
انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن عريب صَحِيح. انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه.
فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث دون زِيَادَة التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان بِزِيَادَة التِّرْمِذِيّ وَفِي التَّفْسِير بِدُونِهَا وَقَالَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ لِأَن أَكثر أَصْحَاب شُعْبَة وَقَفُوهُ عَلَى ابْن عَبَّاس. انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم.
وَله طَرِيق آخر أَيْضا عِنْد التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَلّي بن زيد عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لما أغرق الله فِرْعَوْن قَالَ آمَنت أَنه لَا إِلَه إِلَّا الَّذِي آمَنت بِهِ بَنو إِسْرَائِيل فَقَالَ جِبْرِيل يَا مُحَمَّد فَلَو رَأَيْتنِي وَأَنا آخذ من حَال الْبَحْر فَأَدُسهُ فِي فِيهِ مَخَافَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة» انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن.
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَعبد بن حميد فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه.
وَرَوَاهُ السَّرقسْطِي فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث أخبرنَا مُوسَى بن هَارُون حَدثنَا يَحْيَى بن عبد الحميد حَدثنَا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر عَن عمر بن يعلي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ جِبْرِيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذكر فِرْعَوْن فَقَالَ لقد رَأَيْتنِي وَإِنِّي لألبس فَمه بِالْحُمَاةِ مَخَافَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة انتهى.
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالْخمسين والطبري وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم عَن حكام بن سلم عَن عَنْبَسَة بن سعيد عَن كثير بن زَاذَان عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ لي جِبْرِيل يَا مُحَمَّد لَو رَأَيْتنِي وَأَنا آخذ من حَال الْبَحْر فَأَدُسهُ فِي فِي فِرْعَوْن مَخَافَة أَن يَقُول رَبِّي الله فَتُدْرِكهُ رَحْمَة الله». انتهى.
وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا خطاب بن سعد الدِّمَشْقِي حَدثنَا نصر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي ضَمرَة السّلمِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عبد الله بن أبي قيس حَدثنَا عبد الله بن عمر قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «قَالَ لي جِبْرِيل يَا مُحَمَّد مَا غضب رَبك عَلَى أحد غَضَبه عَلَى فِرْعَوْن إِذْ قَالَ مَا علمت لكم من إِلَه غَيْرِي وَإِذ نَادَى فَقَالَ أَنا ربكُم الْأَعْلَى فَلَمَّا أدْركهُ الْغَرق اسْتَغَاثَ وَأَقْبَلت أَحْشُو فَاه مَخَافَة أَن تُدْرِكهُ الرَّحْمَة» انتهى.
605- الحَدِيث الثَّامِن عشر:
رُوِيَ أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام جَاءَ فِرْعَوْن بِفُتْيَا مَا قَول الْأَمِير فِي عبد لرجل نَشأ فِي مَاله وَنعمته فَكفر نعْمَته وَجحد حَقه وَادَّعَى السِّيَادَة دونه فَكتب فِرْعَوْن عَلَيْهَا يَقُول أَبُو الْعَبَّاس الْوَلِيد بن مُصعب جَزَاء هَذَا العَبْد الْخَارِج عَلَى سَيّده الْكَافِر نعماه أَن يغرق فِي الْبَحْر فَلَمَّا ألْجمهُ الْغَرق نَاوَلَهُ جِبْرِيل خطه فَعرفهُ.
606- الحَدِيث التَّاسِع عشر:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد نزُول قَوْله تعالى: {فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا أنزلنَا إِلَيْك فَسَأَلَ الَّذين يقرءُون الْكتاب من قبلك} الْآيَة: «لَا أَشك وَلَا أسأَل بل أشهد أَنه الْحق».
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن قَتَادَة فِي قَوْله تعالى: {فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا أنزلنَا إِلَيْك} قَالَ بلغنَا أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا أَشك وَلَا أسأَل». انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ مثله سَوَاء وَهُوَ معضل.
607- الحَدِيث الْعشْرُونَ:
رُوِيَ أَنه لما نزلت واصبر حَتَّى يحكم الله جمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَار فَقَالَ: «إِنَّكُم سَتَجِدُونَ بعدِي أَثَرَة فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي».
غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَهُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ عَن أنس بِغَيْر سَنَد.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عبد الله بن زيد بن عَاصِم أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا معشر الْأَنْصَار ألم أَجِدكُم ضلالا فَهدَاكُم الله بِي» إِلَى أَن قَالَ: «إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْض». مُخْتَصر.
وَأخرجه أَيْضا عَن أسيد بن حضير أَن رجلا من الْأَنْصَار قَالَ يَا رَسُول الله أَلا تَسْتَعْمِلنِي كَمَا اسْتعْملت فلَانا فَقَالَ: «إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْض». انتهى.
608- الحَدِيث الْحَادِي وَالْعِشْرين:
رُوِيَ أَن أَبَا قَتَادَة تخلف عَن تلقي مُعَاوِيَة وَقد قدم الْمَدِينَة وَقد تَلَقَّتْهُ الْأَنْصَار ثمَّ دخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَالك لم تتلقنا قَالَ لم تكن عندنَا دَوَاب قَالَ فَأَيْنَ النَّوَاضِح قَالَ قَطعْنَاهَا فِي طَلَبك وَطلب أَبِيك يَوْم بدر وَقد قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة» فَقَالَ مُعَاوِيَة فَمَاذَا قَالَ؟ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي» قَالَ فَاصْبِرُوا، قَالَ إِذن نصبر؛ فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بْن حسان بن ثَابت:
أَلا أبلغ مُعَاوِيَة بن حَرْب ** أَمِير الظَّالِمين نَثَا كَلَامي

بِأَنا صَابِرُونَ فمنظروكم ** إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَالْخِصَام

قلت رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل بن أبي طَالب أَن مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لما قدم الْمَدِينَة لقِيه أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ فَقَالَ مُعَاوِيَة تَلقانِي النَّاس كلهم غَيْركُمْ يَا معشر الْأَنْصَار فَمَا يمنعكم أَن تَلْقَوْنِي قَالَ لم يكن لنا دَوَاب فَقَالَ مُعَاوِيَة فَأَيْنَ النَّوَاضِح قَالَ أَبُو قَتَادَة عقرناها فِي طَلَبك وَطلب أَبِيك يَوْم بدر ثمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَة إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لنا: «إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة» قَالَ مُعَاوِيَة فَمَا أَمركُم قَالَ أمرنَا أَن نصبر حَتَّى نَلْقَاهُ قَالَ فَاصْبِرُوا حَتَّى تلقوهُ فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بْن حسان حِين بلغه ذَلِك... فَذكر الْبَيْتَيْنِ إِلَّا أَنه قَالَ عوض الظَّالِمين الْمُؤمنِينَ وَقَالَ عوض يَوْم الْقِيَامَة يَوْم التغابن. انتهى.
وَمن طَرِيق ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ الْحَاكِم وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ.
609- الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من قَرَأَ سُورَة يُونُس أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد من صدق بِيُونُس وَكذب بِهِ وَبِعَدَد من غرق مَعَ فِرْعَوْن».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم حَدثنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره سَوَاء.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد بِسَنَدِهِ فِي آخر الْكتاب.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه بِهِ فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي حَدثنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر الْعدْل حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن شريك الْأَسدي حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس حَدثنَا سَلام بن سليم بِهِ. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

قال إلكيا هراسي:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة يونس:
قوله تعالى: {قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ}، الآية: 15.
يستدل به في منع نسخ الكتاب بالسنة، لأنه تعالى قال: {قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي}، الآية: 15.
وهذا بعيد، فإن الآية وردت في طلب المشركين مثل القرآن نظما، ولم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام قادرا عليه، ولم يسألوه تبديل الحكم دون اللفظ، ولأن الذي يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام، إذا كان وحيا لم يكن من تلقاء نفسه، بل كان من اللّه تعالى.
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرامًا وَحَلالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}، الآية: 59.
يستدل به في القياس وهو بعيد، فإن القياس دليل اللّه تعالى، فيكون التحريم والتحليل من اللّه، عند وجود دلالة نصبها اللّه تعالى على الحكم، فإن خالف في أن القياس دليل اللّه تعالى، فهو خروج عن هذا الغرض ورجوع إلى غيره.
قوله تعالى: {وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً}، الآية: 87.
قال ابن عباس: كانوا خائفين من الظهور، فأمروا أن يجعلوا بيوتهم قبلة، فيصلوا في بيوتهم، وفيه دليل على أن الصلاة في المسجد أفضل إلا لعذر. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة يونس:
{الر} (1) ساكنة لأنها حروف جرت مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعهن في المعنى كمجاز ابتداء فواتح السور.
{تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ} (1) مجازها: هذه آيات الكتاب الحكيم، أي القرآن، قال الشاعر:
ما فهم من الكتاب أم آي القرآن

والحكيم: مجازه المحكم المبيّن الموضّح، والعرب قد نضع فعيل في معنى مفعل، وفى آية أخرى: {هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ} (50: 23)، مجازه: معد، وقال أبو ذوءيب:
إنى غداة إذ ولم أشعر خليف

أي ولم أشعر أنى محلف، من قولهم: أخلفت الموعد. ومجاز {آيات} مجاز أعلام الكتاب وعجائبه، وآياته أيضا: فواصله، والعرب يخاطبون بلفظ الغائب وهم يعنون الشاهد، وفى آية أخرى: {الم ذلِكَ الْكِتابُ} (2: 1) مجازه: هذا القرآن، قال عنترة:
شطّت مزار العاشقين فأصبحت ** عسرا علىّ طلابك ابنة مخرم

{قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (2) مجازه: سابقة صدق عند ربهم، ويقال:
له قدم في الإسلام وفى الجاهلية.